• Blogger templates

      .

      الخميس، 6 أكتوبر 2011

      وقائع منسية من حرب اكتوبر 1973 ج2



      نستكمل مع بعض الجزء الثاني من وقائع منسية من حرب اكتوبر 1973

      ((اسطورة صيد الدبابات عبد العاطي ومحمد المصري وعادل القرش))
      في يوم 8 أكتوبر بدأ هذا الصباح بانطلاقة قوية للأمام؛ في محاولة لمباغتة القوات الإسرائيلية التي بدأت في التحرك على بعد 80 كيلومترًا باللواء 190 المصحوب بقوات ضاربة مدعومًا بغطاء من الطائرات فقام "عبد العاطي"  هو وزميله بيومي باطلاق الصواريخ علي الدبابات الاسرائيلية حتى وصل رصيده إلى 13 دبابة ورصيد بيومي إلى 7 دبابات في نصف ساعة وفي يوم 9 أكتوبر كان هناك قوة اسرائيلية مكونة من مجنزرة وعربة جيب وأربع دبابات فأطلق عبد العاطي الصاروخ الأول علي احدي المجنزرات فدمرها بمن فيها، فحاولت الدبابة التالية لها أن تبتعد عن طريقها لانهم كانوا يسيروا في خط مستقيم فصوب إليها عبد العاطي صاروخًا سريعًا فدمرها هي الأخرى، وفي تلك اللحظة تقدمت السيارة الجيب إلى الأمام، وبدأت الدبابات في الانتشار، فقام عبد العاطي باصطيادها واحدة تلو الأخرى حتى بلغ رصيده في هذا اليوم 17 دبابة ثم جاء يوم 10 أكتوبر، حيث هاجمت الكتيبة 34  ثلاث دبابات إسرائيلية وكان عبد العاطي قد تعوّد على وضع مجموعة من الصواريخ الجاهزة للضرب بجواره، فقام بتوجيه ثلاثة صواريخ إليها فدمرها جميعًا، كما استطاع تدمير إحدى الدبابات يوم 15 أكتوبر، وفي يوم 18 أكتوبر، ودمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 23 دبابة و3 مجنزرات ,اما "محمد المصري" الذى تمكن من إصطياد 27 دبابة مستخدما فى ذلك 30 صاروخ فقط من ضمنها دبابة عساف ياجورى, اما "الشهيد عادل القرش" إرتبط إسمه بتدمير دبابة ياجورى و المشاركة فى أسره قبل أن يجهز على 13 دبابة إسرائيلية و يدمرها فكان يندفع بدبابته فى إتجاه أهداف العدو بكفاءة عالية حتى أصبح هدفا سهل المنال لطيران العدو وقد أنقذ دبابات معطلة للجيش المصرى و أخلى عددا كبيرا من جرحانا بعد أن شارك فى صد هجوم إسرائيلى صباح 8 أكتوبر و أدى مهامه بكفاءة عالية , عاودت قوات العدو هجماتها المضادة بعد ظهر اليوم نفسه فى إتجاه الفرقة الثانية بمعاونة الطيران الإسرائيلى و تمكن البطل من تدميرها كاملة.

      ((السويس المدينة الباسلة))
      في يوم 20 أكتوبر 1973 كانت اسرائيل متواجدة غرب القناة كبيرا بعد إستغلالها لثغرة الدفرسوار بالعبور إلى غرب القناة، وتم تكليف فرقة "آدن" الإسرائيلية بالتقدم جنوبا إلى السويس، وكانت القوات المصرية قد نجحت في دحر الهجوم الإسرائيلي في إتجاه الإسماعيلية وقد تكبد العدو الإسرائيلي في ذلك اليوم خسائر فادحة هي الأكبر طوال أيام حرب أكتوبر من حيث العتاد والأرواح وكان القتال يدور بجميع الأسلحة من المدفعية إلى المدرعات ومن الصواريخ إلى الطيران
      ولم يكن أمام العدو سوى إستخدام أسلوب حرب العصابات التى يجيدها وعلى الفور أندفعت أعداد قليلة من مدرعاته (من 4 إلى 7) في كل إتجاه لتشتيت القوات المصرية.
      وفي اليوم نفسه قامت فرقتي "آدان" و"ماهيه" الإسرائيليتان بالتقدم نحو السويس وقطعتا طريق القاهرة-السويس.
      وفي اليوم التالي قام الجنرال "آدن" بالإندفاع بفرقته المدرعة نحو السويس، ومع حلول منتصف ليلة 22 أكتوبر صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار وكانت القوات الإسرائيلية وقتها على بُعد 35 كم شمال السويس. وبرغم إلتزام مصر بقرار مجلس الأمن فإن إسرائيل -كالعادة- بدأت في التحرك بإتجاه السويس كآخر مكسب يمكن أن تحققه في الحرب.
      ومع منتصف ليلة 23 أكتوبر وصل لوائين مدرعين إلى مشارف المدينة في الوقت الذى كانت فيه فرقة الجنرال (ماجن) تحاول عزل السويس عن العاصمة. ورغم أن القوات الإسرائيلية فقدت نحو 200 دبابة أثناء تقدمها إلا أنها أصبحت مع نهاية ليلة 23 أكتوبر على مشارف السويس التى كانت على موعد مع التاريخ لتسجل واحدة من أعظم معارك الدفاع عن الأرض والكرامة ولتجعل من عتباتها مقبرة للغزاة.
      مع الساعات الأولى من يوم 23 أكتوبر أدرك شعب السويس أن القوات الإسرائيلية على وشك مهاجمة المدينة فأستعد كل من في المدينة . ولأن السويس لم يكن بها في ذلك الوقت أي وحدات عسكرية نظامية فقد أعتمد الأهالى على "السلاح الخفيف". وأصبح عبئ الدفاع عن المدينة على عاتق رجال الشرطة واهالي المدينة وأبطال منظمة سيناء العربية التى كانت تضم بين جنباتها مجموعة من أروع الفدائيين.
      وفي اليوم نفسه أصدر مجلس الأمن قرارا ثانيا بوقف إطلاق النار على أن يبدأ سريانه أعتبارا من السابعة من صباح 24 أكتوبر.
      ومع أول ضوء من يوم 24 أكتوبر بدأ العدو في دك المدينة بالطيران ثم أشتركت المدفعية في القصف في الوقت الذى بدأ الفدائيين في تنظيم أنفسهم باسلحتهم الخفيفة لمقاومة العدو كامل التسليح والعتاد، ولاحظ الابطال البواسل أن القصف يتحاشى مداخل المدينة فأدركوا أن العدو سيستخدم هذه المداخل في أقتحام المدينة وعلى الفور تم تعديل أماكن الكمائن.

      وكما توقعوا بدأت الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور:-
      - محور المثلث وهو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرة إلى السويس وأمتداده هو شارع الجيش وميدان الأربعين.
      - محور الجناين عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي ومنه إلى ميدان الأربعين.
      - محور الزيتية وهو المدخل الجنوبي للمدينة من ناحية ميناء الأدبية وعتاقة بمحاذاة الشاطئ ويمتد حتى مبنى محافظة السويس والطريق المؤدي إلى بورتوفيق.
      وأعد الفدائيون عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس:-
      - فهناك كمين رئيسي وعدة أكمنة فرعية عند كوبري الهويس على أمتداد محور المثلث
       - وكمين رئيسي عند مزلقان البراجيل بشارع الجيش وبه أفراد من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين بقيادة أحمد أبو هاشم وفايز حافظ أمين من منظمة سيناء العربية.
      - وفي ميدان الأربعين كمين آخر يضم محمود عواد قائد الفدائيين ومعه محمود طه وعلي سباق من المدنيين إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
      - وكمين آخر عند مزلقان السكة الحديد بجوار مقابر الشهداء ويضم محمود سرحان وأحمد عطيفي وإبراهيم يوسف إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
      -وكمين آخر حول ميدان الأربعين به عبد المنعم خالد وغريب محمود غريب من منظمة سيناء ومعهم آخرون.
      - وعند مبنى المحافظة كمين آخر يقوده نقيب شرطة حسن أسامة العصر ومعه بعض الجنود
      أصبحت السويس محاصرة تماما, وقبيل بزوغ الصباح وسريان وقف إطلاق النار بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها
      وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض التذكارات من الشوارع.
      وفجأة!!!!!!!!!!!!!!!!! فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه الصهاينة!
      ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته عدد كبير من الدبابات، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند سينما رويال ( مكان بنك الاسكندريه الحالي ) لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأنطلق مباشرة ليخترق برج الدبابة ويطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات خلفها!!.
      وفتح الفدائيين النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين فأصيبوا بالذعر والهلع وتركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر ولم يجدوا أمامهم سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي الآخرى وأستدرات هاربة وتصادمت مع بعضها البعض وأندفع أبطال السويس يصطادون الدبابات المذعورة.
      وفي ذلك اليوم سقط أول شهداء السويس وهو "البطل أحمد أبو هاشم"
      وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت تركزت المعركة في مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت المبادرة من الشهيد "البطل إبراهيم سليمان" و" أشرف عبد الدايم" و"فايز حافظ أمين" و"إبراهيم يوسف" وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان ((بطل الجمباز)) قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من الصهاينة أسقطته شهيدا وبقى جسده  فوق سور القسم  يوما كاملا حتى تمكن الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.
      وجاءت المحاولة الثانية من البطل أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين اللذان قررا أقتحام القسم من الأمام وبعد أن تحركا تحت ساتر من النيران فتح قناة العدو النيران عليهما ليسقط أشرف شهيدا على سلم القسم ويسقط زميله فايز شهيدا بجوار الخندق داخل القسم.
      وعند حلول ليلة 24 أكتوبر كانت قوات العدو قد أنسحبت بالكامل خارج السويس بعد أن تركت قتلاها ومدرعاتها سليمة عدا المحاصرين في القسم. وقام البطلان محمود عواد ومحمود طه بإحراق المدرعات الإسرائيلية خشية أن يتسلل إليها العدو.
      وأنتصرت السويس إنتصارا باهرا وأصبحت مقبرة اليهود ومنذ هذا اليوم تحتفل السويس بعيدها القومي يوم 24 اكتوبر من كل عام
      وبشهادة العدو:-يقول حاييم هرتزوج "الرئيس الإسرائيلي فيما بعد" في كتابه "حرب التكفير" (إن الكتيبة المدرعة التى دخلت السويس من ناحية المثلث وكان عددها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الأربعة والعشرون )


      المصادر ويكيبيديا وشهادات الابطال نفسها

      0 التعليقات:

      إرسال تعليق

      حرية النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة

      اشترك في القائمة البريدية

      لا تنسى تأكيد الأشتراك من الرسالة التي ستصلك